.fa-chevron-right {padding-right:0px;} قوحيتو: شعراء عشقوا أرتيريا و تغنوا بها

أحدث المواضيع

الثلاثاء، فبراير 28، 2012

7 شعراء عشقوا أرتيريا و تغنوا بها

اليوم أحببت أن أكرم بطريقتي الخاصة أحد الشعراء غير الإرتريين القلائل الذين تغنوا لأريتريا الحبيبة ولأرضها ولشعبها وجمالها الاخاذ وهو شاعر سوداني لكن حين تسمع أشعاره تخال أنك تسمع لشاعر أريتري دون أن يساورك شك في ذلك ,عشق أرتيريا وشعبها وأرضها فتغنى لها وله أكثر من ست قصائد منظومة على حد علمي وجدتها كلها مجتمعة في أحد المواقع الإرترية فأحسست من واجبي أن يعرف به وبأعماله الجليلة الشعب الارتري , خاصة الذين ولدو في المهجر ولم يعرفوا ولم يشاركوا في نضالات أباءهم وهذا أقل شيء أكافئ به
شاعرنا الكريم التجاني حسين دفع السيد لا أدري إلى أي قطر أنسبه إلى أرتريا التي عشقها وتغنى بها أم إلى السودان مسقط راسه ومهد صباه ولد التجاني حسين دفع السيد عام 1953 في أم روابه بالسودان تلقى تعليمه الجامعي بكلية الاقتصاد - جامعة الخرطوم عمل في مجال الصحافة والنشر والتوزيع صدرت له أثناء دراسته الجامعية أربع كراسات شعرية تم تجميعها في ديوان صدر عام 1978 تحت عنوان أغنيات الشمس والحرية والخبز دواوينه الشعرية أقوال متناثرة في الإمام محمد أحمد المهدي 1984 - ديوان الشرف والبطولة (بالعامية السودانية) 2000- ومؤلفاته الفيضان (وثائق تاريخية) - مجنون عزة - قصة حياة وأجمل أشعار الشاعر سيد عبدالعزيز - المقاومة والانتصار (وثائق تاريخية) وله أيضاً كما ذكرت مجموعة من القصائد عن أرتريا أشهرها طبعاً أرتريا يا جارت البحر , أترككم مع القصيدة.


(القصيدة الأولى) إلى جارة البحـر.  

ارتريا .. يا وجع الرجال ..
يا زهرةً حمراء نامت في يد التلال ..
أنا لأشجار اللهيب فارسا أعود ..
وأنتِ لي وحدي أنا
وباسمك العظيم تأتي ساعةٌ
بها يدي ستسحق القيود ..
وتنقذ العدل من المشانق ..
ومن مخالب اللصوص من يد الرصاص والبنادق
وتنقذ الإنسان من مذابح المغول ..
ومن رياح الكارثة ..
وتنقذ الحمامة البيضاء من مصيدة اللئام ..
وتنقذ الزيتون والسلام ..
***
اريتريا يا جارةَ البحر ويا منارة الجنوبْ ..
من أجل عينيك الجميلتين يأتي زحفنا ..
من أقدس الدروب ..
يا وردةً .. يعشقها أحبتي ..
يا جنةٌ عشتُ بها طفولتي ..
يا أنت يا ضحية الحروبْ ..
لا زلت بين أضلعي نارا وفي دفاتري قصيدة ..
وفي ظلال أعيني كدمعةٍ جديدةْ ..
وفي شعاع الشمس لوناً زاهيا
يسطع في تلالنا البعيدة ..
لازلت مثل وردة الربيع يا وحيدة ..
من أجل عينيك الحزينتين يا حبيبتي
سيطلع النهار ..
من أجل أطفالك يا مدينة الصغارْ ..
من أجل أيتام بلادي الطاهرة ..
النازلين خلف أسوار الحدود
في خيام الذل والهوانْ ..
ارتريا .. يا وجعاً يجولُ في صدورنا ..
يا شجرّا ينبت في قلوبنا
يا مطرا يهطل من جفوننا ..
يا أجمل المعذبات
في معسكر اللصوص القتلةْ ..
عصفورةٌ أنتِ .. أراك بين قطاع الطرق ..
لكنني
ما دام لي فيك دمٌ .. وخنجرٌ .. ونارْ ..
وطلقةٌ .. وبندقيةٌ .. ورأس حربةٍ .. وثار
ما دام لي فيك شعاعُ مئذنةْ ..
ومشتلٌ .. ومرقدٌ .. ودارْ ..
ما دام لي مستقبلٌ
فأنني أعود ..
أعودُ مثل طلعة النهارْ ..
***
أعودُ يا حبيبتي وفي يدي السلاح..
ومثل أمواج البحار يصعد الكفاح ..
وحين تستفزني مذلتي في وطني السليبْ
وحينما أشعر أني فارسٌ
مسمّرٌ في خشبِ الصليبْ
أكون يا ارتريا ..
كأيَّ نسرٍ ثائرٍ غضوُبْ ..
***
وعندما أحملُ بندقية ..
أشعر يا ارتريا بعزتي
أشعر أني سيِّدٌ في بلدي
وحينما يسوقني الكلابُ للمقاصلْ ..
وحينما تهطل فوق جسدي السياط كالقنابلْ
أحسُّ يا ارتريا بأنني
فجرٌ .. وتاريخٌ .. وشمسٌ .. وغدٌ .. وسنبلةْ ..
وحينما أكون في القيود ..
تشعرني أرادتي بأن أصير لغماً ..
يحطم الحصونَ والسدود ..
وأن أصير عاصفةْ ..
تجتاح من تدفقوا من خارج الحدودْ ..
***
وعندما أموتُ يا ارتريا
بين يديك ثم أحيا مرةً ثانيةً ..
وأعرف الطريق ..
وحين يستقبلني الربيعُ بالورود والتحية ..
تشعرني سعادتي
بحاجةٍ لأن أكون نار بندقية ..
***
ارتريا.. يا جرحنا الراقد في عيوننا ..
يا وجع الرجال ..
لا تحزني .. يا زهرة الجبال ..
من المحيط للخليج كلنا فداك ..
فقاومي .. وقاومي .. وقاومي ..
غداً يطل الفجرُ في ذراك ..
وينزل السلام كالمطر ..
وتنبت الورودُ والسنابلُ الخضراءُ والشجرْ ..



(القصيدة الثانية) عـرفتك أنت

عرفتُكِ أنتِ يا عربيةً تزهُو عزيمتها
ومسلمةً .. تصلّي منذ نشأتها ..
وتدعو الله أنْ يأتي بأبناء لها خرجوا ..
وتتلو "الفتح" و "الفرقان" و "الشعراء" و "البقرة" ..
عرفتك أنتِ يا أختي المسيحيةْ ..
ويا قديستي السمراءَ يا روحي ..
أتيتكِ من عيون الفجر رمحاً يقهرُ الأعداءْ ..
ويبعد عنك كل جحافل الدخلاء ..
أتيتكِ من ذرى قوميتي العربية الشمَّاءْ ..
أحسّ بأنني من بعض أبنائك ..
وأني ضمن أشيائك ..
وانك رايتي وأميرتي وحبيبتي السمراءْ ..
وأشعر أنني أهواك حتى الموت يا عذراءْ ..
***
عرفْتُكِ أنتِ يا عربيةَ الكلماتِ والعينينْ ..
فكوني كبرياء الحب كوني وثبة الشرفاء ..
وكوني منبع الأحرار كوني مصنع الثورةْ ..
وكوني النار والجمرةْ ..
وكوني في قلوب الناس عاصفةً وبركانا ..
وكوني تحت جلد الناس عاطفةً وشريانا ..
وكوني عند أعينهم رموشاً يا مقيدتي ..
ولا تبكي على أحدٍ من الشهداءْ ..
ولا تبقي على أحدِ من الأعداءْ ..
ولا تتحركي بالليل وحدك يا معذبتي ..
ولا تذري بهذه الأرض من وجعً ومن أشياء
***
صياحُكِ في صحاري التيه يؤلمني
ويدفعني لأن آتيك مثل مظلة الزمن ..
أعانق جيدك الممدود مثل غزالة الوادي ..
أغازل شعرك الذهبي ..
وألثم ثغرك العربي ..
وأكتب عنك أنتِ حبيبتي الأولُى ..
وبعدك لا يكون الحبّ غير القشر يا أختي
لأنك أنتِ يا معشوقتي معنى وجود غدي
وأنتِ كرامتي ودمي ..
ولي في فجرك الوضاح أحلامٌ ومستقبلْ ..
وأنتِ حمامتي .. ومظلتي .. وثمار أشجاري
وأنت لهيب أشعاري
وزاد العمر يا بوابة التاريخ .. يا قدري
***
سأحمل كلَّ أحزان الملايين التي تكدحْ
وتحصدُ في مسيرتها أفاعي الجوع والحرمان
وتخزن تحت أضلعها دم البركان ..
وحين يفجر الشرفاء من أعماقهم ثورةْ ..
يسير الناسُ .. كل الناسِ نحو الوحدةِ الكبرى
***
عرفتكِ أنت طيبةً
ومشرقةً كوجه الشمس يا أختي
عرفتك في جوار البحر حارسةً
لظهر الموطن العربي ..
وواقفةً كأيِّ منارةٍ في الساحل الغربي ..
عيونك كبرياء الجرح والألمِ ..
وثغرك عنفوان الحزن والنغمِ ..
ووجهك ساطعٌ بدمي ..
وشعرك مثل أوجاع المحيط على شواطئنا ..
ولونك أسمرٌ .. كالنيل يبدو ..
كالفراتِ كضفة الأُردنْ
وأنتِ جميلةٌ كالليلِ في صحرائنا الكبرى ..
سأعشق فيك بسمتك التي تسحر ..
وطلعتك التي تهجر ..
وضحكتك التي تبهر ..
ومشيتك التي تنسابُ كالتحريرِ والعودةْ ..
عرفتك أنتِ ثائرةً
وبركانا .. وزلزالاً .. وأعصارا ..
إليك أزفُ هذي الشمس اجلالا واكبارا
وأكتب عنك أنت دمٌ .. واصرارٌ .. وحريةْ ..
أحبك باسم أشيائك ..
وباسم دموع أبنائك ..
وباسم الوجد .. باسم الطير يا أختي ..
يغنّي أغنيات الحزنِ فوق غصون أشجارك ..
أحبك باسم من قتلوا ..
ومن جُرحُوا ..
ومن صُلِبوا ..
ومن طردوا بحد السيف من داركْ ..
***
سلامُكِ كان يشعلُني
ولا زالت رماح العشقِ في كفي ..
أقول لمن أرادوا اليوم طمس ملامحي وغدي:
"أريتريُّون نحنُ .. ووجهنا العربيُّ لا يُقْهَرْ ..
وأيدينا .. ستفلح في المدى الصحراء
تحصد زرعنا الأخضر
***
دمي ينصب فيك سحابةً زرقاءَ يا أُختي
وشرياني يصير كحبل مشنقةٍ لأعدائك
ورأس أصابعي خنجر ..
وأحلامي خيوط الفجر تملأ كلَّ أرجائك ..
وأنت الجسرُ .. أنتِ السيفُ ..
أنتِ نشيد أحبابك
***
1975م

(القصيدة الثالثة) وثيقة
***
يد الاسكندرونة ترتمي
في الشاطئ الشرقي
مقيدةْ كأيِّ ضريرةٍ من أهلها سُلِبَتْ ..
ولا إنسان يذكرها ..
ولا شيطان يعرفها ..
تقوم حواجز النسيان في وجهي
وأرفض أن أطاوعها ..
لأني بحر ذاكرةٍ يموج بثورة الغضبِ
لأني لا يزال يهزني مستقبلي العربي
***
وأحبابي الاريتريون ينتظرون مركبتي
لتحمل موجةً أخرى .ز
تحطم تحت ضربتها قيود الوحدة الكبرى
وتصرخ يا مصوَّع عشتِ رغم الليل والأعداء ..
ورغم جحافل الدخلاء
***
أنا عيناكِ .. يا شمسُ ..
وأنتِ الحزنُ .. أنتِ الجرحُ ..
أنتِ أصابعُ الشرفاء ..
***
وترفدُ في ضفاف المغرب العربي ..
وتحت سياط إسبانيا فتاةٌ ضاع خاتمها
مضى زمنٌ ولا زلت ..
تقاوم جَيْش غاصبها ..
ونحن هنا .. نصدُّ الوجه عنها ..
وهي ترمقنا ..
وفي نظراتها معنى بعيد عن تصُّورنا
فديتُكَ أيها القمر الهمام أتيتُ من بلدي
لأطلب منك أن تهدي لها سيفا
وتنقذها من الدخلاء
فهذا القيد مثل الليل مثل الموت مثل الداء
ويقطر في الخليج دمي ..
كأيِّ سحابة عربية في أرضنا انهمرتْ ..
وتذهبُ روعةُ الجزر الثلاثةِ في يد الغدرِ ..
وتذهبُ بهجةُ الأطفالِ يذهبُ رونقُ الفجرِ
***
رأيت خيول إسبارطة
موجهةً لفتح مدينةٍ عربيةٍ في الشامْ
وحطت في تلال القدس ..
في سيناء .. في الجولانْ ..
وبعضٌ من رعاة الخيل في غزة ..
فثار الثائرون على جيوش الغزو واخترقوا
جميع حواجز الترهيب .. والتنكيل .. والقهرِ ..
***
إذا ما عاد مثل الموت يوماً خيلُ أسبارطةْ
ستنتصبُ الخيولُ القائماتُ على الحدودِ
وتقهر الأعداءْ ..
ويقتحم الفدائيونَ جيشَ الغدر والعدوان ..
ويلتحمون مثل النار بالدخلاء ..
يميناً نحنُ لا نرهبْ ..
ولا يتقهقر الجيشُ الذي يأتي .. ولا يتعبْ
بنادقنا معلقةٌ بوجه الشمسِ
مُشْرَعَةٌ بلا ميعاد ..
مطارقنا على أَكتافنا في الفجر محمولةْ ..
بيارقنا على جبل الدماء الحمرِ مشتولةْ ..
ووثبتنا مدمرةٌ ..
لكل حواجز الارهاب والقهرِ ..
ومعلنةُ بأن جحافل الأعصار آتيةٌ
لتدحر خيل اسبارطة
وتسحق خيل اسبارطة
***
أنا عربيْ ..
عرفتُ طريقنا للفجر للمستقبل الأخضرْ
وقمتُ على قلاع الردةِ الشوهاء أنسفها
على أنقاضها أمشي
نفضتُ غبار اذلالي ..
وأشعلتُ الربى بدماء أبطالٍ لنا زحفوا
ليخترقوا حدود الموت مثل الريح ..
طويلٌ سيفُ أحبابي
طويلٌ دربُ أحبابي
وجَّوالٌ حصاني حين يأتي
ساحة الميدان ..
ليدحر خيل اسبارطة
ويقهر خيل اسبارطة
***
أنا عربي .ز
وروح الأمة العربيةِ الكبرى على بدني ..
وفكر الأمةِ العربيةِ الكبرى
سيوفٌ مشرعاتٌ في مداخل ساحة الوطنِ
سأزحف فوق وجه الأرض اعصارا
أقام كل أعدائي ..
وارسم لوحة الأوراس بالدم فوق أعلامي ..
عظيم كل ما تبغون عند يا أحبائي ..
وغلابٌ غدى يأتي
متى ما شاء أن يأتي أحبائي ..
ليدحر خيل أسبارطةْ
ويسحق خيل اسبارطة
***
1975م

(القصيدة الرابعة) مقاطـع ارترية
***
رأيتُكِ عند باب المندب العربي ..
وأنتِ ضحيةٌ للموت والأحقادِ والغضبِ ..
عيونك نبع ماءٍ دافقٍ ينسابُ في الأدغالْ ..
ولونك مثل أحزان المغيب وأنت كالاطلالْ ..
ووجهك شاحبٌ كيتيمةٍ عصفتْ بها النكبةْ ..
وثغرك كان قوس قزح ..
وفوق مروجك الخضراء وجه صغيرةٍ تمرحْ ..
وتقسمُ باندلاع الفجر والإعصار لن تبرح ..
سأجعل كبرياءك لوحةً مرسومةً بالدمْ
واشمخُ تحت اصفادِ الحديدِ وعند ليل الهمْ
وأكتبُ فوق أحداقي
"حصانُ الريحِ حين يشدُّه الشرفاءُ لا يُلْجَمْ .."
***
تخطِّي هذى ألسوار وانطلقي
وكوني النار والأشجارَ كوني القلبَ والأضلاعْ
وكوني الظلَّ والأغصانْ
وكوني الحزنَ والأوجاعْ
وكوني العمقَ والجبهةْ ..
وكوني يا وحيدةَ أمَّنا مثل العصافيرِ ..
ومن أغصاننا طيري ..
ولا تتراجعي يا شمسُ في وجْهِ الأعاصيرِ ..
يمينا من دمي إنْ شئتِ اصنع جسرك
العربي ..
وأشعل فوقه غضبي ..
سنابل فجرك المقدام تطلع في مشاتلنا ..
تعضُّ على سلاسلنا ..
وتدفعنا لأن نصحو ..
ونرسم في صياح الديكِ بارقةً من الأملِ ..
ونحمل مشعلا في الليلِ والأكواخِ والجبلِ ..
***
ضفائرك التي انطلقتْ كموج البحر في يومٍ
سنجعلها جبالَ الضوء والإنقاذ والأملِ ..
ونصعد قمَّةَ الجبلِ ..
وننتشل الملايينَ التي غرقتْ ..
ونطعم من فتات الخبز من جاعوا
ومن عطشوا ..
وننسج للذين بأرضنا التحفوا الرمال
فراشهم في ظلمة الليلِ ..
نردّ الخوفَ عن أطفال قريتنا
ونجعل حقدهم جمرة ..
ونمضي في طريق الريح والبركان والثورة ..
لنقتحم الحصونَ وندحر الدخلاءْ ..
فنحنُ اليوم نأتي دونما أسماءْ ..
أنا يا جبهةَ التحريرِ
فيك ولدتُ ..
فيك أموتُ ..
فيك أشدّ شرياني
وأشعل بالدم الرمضاءْ
***

(القصيدة الخامسة) مأساةٌ وحفـلة عرس ...
***
العيون العربيَّةْ
تتجلى عن رموشٍ
شربت لون الليالي المشرقية
عن بحارٍ يغرق الإنسان فيها ..
في الينابع النقيةْ ..
عن بريق لامعٍ فوق المرايات البهية
والشفاه اليعربية ..
تتجلى عن حديثٍ هامس
يسري بأطرافِ الليالي
تتجلَّى عن عناقيد وشمسٍ ولآلي ..
جلّ من سواك يا ليلى التي
عاشت طويلاً في خيالي
***
تلك ليلى العربية ..
علَّماها والداها أن تصلِّى ..
أن تقول الصدق
أن تحنو على كل العصافير البهيةْ ..
علماها أن تحب الأنبياء ..
علماها مرة كل الخصال العربية
ذات يوم ..
هرب "التليانُ" من قريتنا عند الحدود ..
تركوا في أسمرا الخضراء عارا وانكسارا
ثم لاذوا بالفرار ..
أنني ابغضها تلك الفلول البربرية ..
ثم جاءتها ذئابٌ أجنبية ..
طوقت كل القرى يا أصدقائي
دمرتها .. اشعلت فيها الحرائق ..
أطلقت فيها على الناس البنادق ..
قتلت من قتلت من أهل ليلى
أحرقت كل السنابل ..
ثم ضاق الناس ذرعا بالقنابل
واستعدوا للرحيل ..
عن بلاد عربيةْ ..
هربت ليلى وصارت في عداد اللاجئين ..
في تلال الشرقِ ..
في السودان .. في الأرض الحبيبةْ ..
إنني أفتح بابي ..
فتعالي يا صديقة ..
أزرعي فالأرضُ أرضك ..
واحصدي قوتك قبل العودة الكبرى
وتحرير البلاد العربيةْ ..
من شياطين الجيوش الأجنبيةْ ..
***
كبرتْ ليلى على صدر الخيام ..
رضعت من سحرها كل الليالي
ثم شاء الله أن تغدو عروسا
جيدها ينضح في مرمى عيوني بالجمالِ ..
زوجها كان يمينا ..
واحدا من جبهة التحرير فرسان الجبالِ
يشبهُ الأبطال في الصحراء كدحا وعروبةْ ..
أنجبتْ ليلى من الأولاد أعلاما ثلاثة ...
وبيومٍ
سقط الوالدُ مقتولاً بأنياب الذئابِ الأجنبيةْ ..
رفضتْ أرملةُ الفجرِ البكاءْ ..
صبرها كان عظيما
رغم ما لاقتْهُ من ذُلٍّ .. وبؤسٍ .. وشقاءْ ..
وإذا بالحزن مثل البرقِ يلمعْ
والليالي تتمخض ..
عن أعاصير .. وأمطارٍ غزيرةْ ..
أطلقتها جبهة التحريرِ ايذانا بتفجيرِ المسيرةْ
***
حينما يهطلُ فوق الجرح ظلُّ البندقيةْ
يتعرَّى شجرُ العارِ عن الثوب القديمْ
يستحمّ الحزن في ضوء الليالي القمريةْ
وينادي الشرف المذبوح أحرار بلادي العربيةْ
في مصوّعْ ..
***
حينما ينطلق الخيل على أرض
ويجتاح السدود
وشعاعٌ الشمس يبدو في جبين الشرفاء ..
تسقط الأقنعة السوداءُ
عن كل وجوه الأدعياء ..
والأيادي تفتح البواب في وجه الملايينِ
وتجتاح الحدودْ ..
ومياه البحر تنصبٌ جحيما في مصوَّعْ ..
***
يشمخ الجرح ويمشي كاللهيبْ ..
وأنا اقتلع الشوك بجسمي
والمسامير على عود الصليب ..
وأنادي "وطني يبقى لشعبي" ..
وأنا أبقى على أسنان منجلْ ..
أيها المحتل قم عن أرض أجدادي لترحل
قبل أن تغدو على عينيك أطياف المغيبْ
في مصوعْ ..
***

(القصيدة السادسة) سلمى العربية تولـد في ارتريا
***
قُومي .. يا سلمى العربية ..
يا أشرف باقة وردٍ تنبتُ في الواحاتِ البدويةْ
يا أحلى قطعة شمس تولد
في الأحياء الشعبيةْ ..
يا مَنْ كانتْ تركضُ في ميناء مصوَّعْ
ثم انتقلتْ عبر المأساة للاجئةٍ
في بور سودانْ ..
من يلمحها يشتمُّ بها رائحة الجزر العربيةْ ..
مرت بطريق محفوفٍ بالموت بحقد الدخلاء ..
والسلطات الأثيوبية تسأل عنها ..
"من يرشدنا سينال المليون .."
فانطلقوا يا كلّ العملاء ..
من أجل الدولارات المليون ..
تلك المجلوبة من واشنطنْ ..
واختطفوها من منزلها القائم من قشٍ وحجارةْ
"والعاهل" حين يعلقها
في حبل المشنقة السوداءْ
ابتدأوا وأنتم بالتصفيقْ ..
يا من جئتم كذباب الغاب
القادم من كلّ طريقْ ..
***
إن رشح البرقُ على الآفاق العربيةْ ..
وتحولت الريح المشحونةُ بالماء سحابا
واندفعت للأرض الأمطار ..
وعلى سفح الجبل الممتدَّ
هناك تفتَّحَت الأزهار ..
واخضرتْ فوق روابي الحزن الأشجار ..
فانتظريني يا سلمى في باب الكوخْ ..
في يدك اليمنى مفتاحا ..
والراية في يدك الأخرى ..
وثيابك ملقاةٌ في الرأسْ ..
وجبينك يسطعُ بالأضواء كقرصِ الشمسْ ..
***
موعدنا العامُ القادمُ يا سلْمى ..
في ظهر السفنِ العربيةْ ..
فانتظريني ..
بالنور الأخضر في باب الأفراح ..
وفي كلِّ عشيةْ ..
سأجيءُ إليكِ بحفلة عرسٍ
فوق رموشِ الحريةْ ..

(القصيدة السابعة)في الفـاتح من سبتمـبر
***
في الفاتُح من سبتمبر عام الواحد والستينْ
طلعتْ من جرح المأساة العربيةِ في وطني
زهرة ..
شربت من ماء الجدول والطينْ ..
ثم انغمستْ في دمنا المسفوح الأحمر ..
وانطلقتْ تقطع صفو الليل
على الدخلاء المحتلِّينْ
***
أحبابي في الجبهة يأتون ..
كالخيل الضارب في وجه الأرض سيأتون ..
يا أحبابي السمر الشرفاء ..
المنطلقين بلا أسماء ..
أكتبُ عنكم وأنا أشهر حبي لكمو ..
أشهر حبي للجبهة سيفا وقصيدةْ ..
وأموتُ على الوعد شهيدا ..
***
سيقاوم جيشُ التحرير الغلاّبُ
جيوشَ المحتلينْ ..
وسترتفع الراياتُ بأيدينا في أبوابِ مصوَّعْ ..
وسنبقى كالشجر المشتول على الطينْ ..
وسنقلب ليل الأرض المحتلة قبرا
للسفاحين ..
إني أتحركُ في بحر الأقدار ..
إيمانا بالجرح الساطع في كف الأحرار قضيةْ ..
إيمانا بالتاريخ .. وبالخبز الأبيض .. والحريةْ ..

7 التعليقات:

Unknown يقول...

احببتنا لاوطاننا غفلر الله لك واحنا اطفال في مدارسنا كنا نردد ارتريا يا جارت البحر وكنا نعتقد انها لشاعر ارتري وعندما كبرنا وجدناها لشخص حب ارتريا شكرا لك ابها العملاق

qohaito يقول...

صحيح أخي صالح طالما اعتقدنا أن شاعر هذه القصيدة هو أرتري الجنسية ولكن شاعر هذا احساسه لا يحتاج إلى جنسية ليكون أرتريا.

Unknown يقول...

وانا سوداني وبحب اريتريا جدا وانا زاتي قايل هذة القصيدة ارترية سبحان الله فلتحيا ارتريا

Unknown يقول...

وانا سوداني وبحب اريتريا جدا وانا زاتي قايل هذة القصيدة ارترية سبحان الله فلتحيا ارتريا

qohaito يقول...

الشعب السوداني والارتري شعب واحد يربطنا الدين والجيرة والدم الشعب السوداني طيب وكريم وخلوق ودين

qohaito يقول...

You welcome

idreasejackob يقول...

Golden Nugget Hotel Casino & Spa - Mapyro
Find Golden Nugget Hotel Casino & Spa location 아산 출장마사지 map and reviews. 김제 출장마사지 A map showing 안양 출장샵 Golden Nugget Hotel Casino 원주 출장샵 & Spa location in Paradise, Nevada, United States. 세종특별자치 출장마사지