الخرطوم 3 مايو 2015 ـ أعلنت جماعة أنصار السنة المحمدية ـ جناح الإصلاح، في السودان، الأحد، وفاة رئيسها العام الشيخ أبوزيد محمد حمزة، عن عمر يناهز التسعين عاما، وظل أبوزيد لعقود من المنافحين عن الدعوة السلفية ومن رموز الجماعة التي تتمتع بعلاقات جيدة مع دول الخليج.
والشيخ أبوزيد من مواليد بلدة "أشكيت" قرب مدينة وادي حلفا في أقصى شمال السودان في العام 1925، والتحق بالأزهر الشريف في العام 1942 وفي نفس العام انضم لجماعة أنصار السنة المحمدية في مصر على يد رئيسها الشيح محمد حامد الفقي.
وعاد، أبوزيد إلى السودان في ستينيات القرن الماضي، لينضم إلى جبهة الميثاق الاسلامي ـ أول تحالف للإسلاميين "الإخوان المسلمون، والسلفيين والمتصوفة"، قبل أن ينضم لجماعة أنصار السنة المحمدية برئاسة محمد هاشم الهدية، ليصبح النائب الأول للجماعة.
واحتسبت رئاسة الجمهورية الشيخ أبوزيد، كما نعاه نائب الرئيس العام للجماعة عبد الكريم محمد عبد الكريم، قائلا: "لقد عرفت المنابر فقيدنا الشيخ أسداً يصدع بكلمة الحق فلاقى فيها ما لاقى من الأذى محتسباً، على سنة النبيين، يدعو إلى الله على بصيرة، متخذاً من الحكمة والموعظة الحسنة سبيله إلى القلوب، حتى بسط الله تبارك وتعالى له القبول وهوت إليه الأفئدة وعرف فضله البعيد قبل القريب".
وتابع "خرّج العشرات من طلاب العلم ينشرون الخير ويصدعون بكلمة الحق في كل أركان الدنيا، وما فتيء وهو يصارع المرض والألم في أيامه الأخيرة يذكرنا بالتمسك بدعوة الأنبياء ويوصينا بصيانتها والاستمساك بدربها حتى وافاه الأجل".
وأكد الخبير في شؤون الجماعات الدينية محمد خليفة الصديق لـ "سودان تربيون" أن الشيخ أبوزيد حاضر أيضا في الحرم المكي خلال حقبة السبعينيات.
وقال الشيخ محمد عبد الكريم من الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان، في تغريدة له على تويتر: "قابلت الشيخ لأبوزيد محمد حمزة لأول مرة في الرواق العثماني في مكة، حيث كان يدرس علم التوحيد".
وحسب محمد خليفة فإن الراحل قاد انشقاقا في جماعة أنصار السنة المحمدية، قبل نحو 12 عاما، بسبب خلافات حول مشاركة الجماعة في الحكومة، إلى جانب تبنيه بعض الآراء الفقهية الشديدة.
وأشار إلى جهود حثيثة بذلت خلال الشهور الماضية لإعادة توحيد الجماعة السلفية ذات النشاط الواسع في السودان، بدأت بزيارة من رئيس جماعة أنصار السنة ـ المركز العام، إسماعيل عثمان الماحي، للشيخ أبوزيد في منزله خلال عيد الأضحى الماضي، فضلا عن محاولات كويتية لرأب الصدع.
وأضاف الخبير في شؤون الجماعات الدينية أن أبوزيد رغم انشقاقه عن الجماعة، لم يعمد إلى اختيار اسم مغاير للجماعة الأم مثل عثمان عبد الحبوب الذي كون جماعة "الكتاب والسنة".
وأفاد أن الشيخ أبوزيد يعد من الذين تصدوا للفكر الجمهوري لصاحبه محمود محمد طه، الذي أعدم في عهد الرئيس الأسبق جعفر نميري في العام 1985 بسبب آرائه الدينية، كما دخل أبوزيد في مناظرة شهيرة بثتها وسائل الإعلام في السبعينيات مع علي زين العابدين السراج، أحد أبرز دعاة التصوف.
وظل الشيخ أبوزيد محمد حمزة أماما وخطيبا لمسجد الضو حجوج في الثورة الحارة الأولى بأمدرمان، منذ تأسيسه، وارتبط المسجد بنشاط جماعة أنصار السنة المحمدية
0 التعليقات:
إرسال تعليق