كنت قد اعتقدت أن الأنظمة المستبدة والفاسدة الجاثمة على صدور الأمة في معظم البلاد العربية والإفريقية لن تزول أبداً كان هكذا اعتقادي وربما كان اعتقاد الكثيرين جراء ما عانوه من زبانية هذه الأنظمة واعتقادهم بقوة وجبروت أمن هذه الأنظمة والقبضة الحديدية التي يستخدمونها في التعامل مع شعوبهم , حتى نمى إلى أذهان الكثيرين منا اعتقاد يقول من الصعب التخلص من هذه الأنظمة الفاسدة فسيطر اليأس على الشعوب حتى استكانت , كان هذا السائد في الاعتقاد إلى وقت قريب.
ولكن بعد قيام الثورات والمظاهرات في بعض البلاد العربية ومطالبة شعوبها بالحرية وتغيير الأنظمة فيها بداية بالثورة التونسية ضد نظام بن علي لم يعد سائداً الاعتقاد باستحالة زوال الأنظمة المستبدة ولا باستكانة الشعوب وخنوعها لليأس فالمتابع للأحداث الأخيرة في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وبعض الدول العربية يدرك تماماً بإمكان الشعوب تغيير الموازين أياً كانت , من كان يعتقد في رأيكم زوال نظام مبارك بل من كان ليصدق رحيل هكذا نظام ولكن هي أقدار الله ثم إرادة الشعوب التي أبت الهوان والذل.
وهذه الشعوب نفسها التي جعلت حكامنا على امتداد الوطن العربي يرتعدون خوفا ولسان حالهم يقول أكلنا يوم أكل الثور الأبيض ولسان مقالهم جاء خيرا بعد الثورات فصرنا نسمع برياح التغيير تهب من هنا وهناك , إصلاحات وتعديلات في الدستور ووعود بعدم الترشح لولاية أخرى وغير ذلك من أمور لمن نكن نحلم بها حتى , فصدق من قال مصائب قوم عند قوم فوائد.
و من المؤسف أن قيام هذه الثورات كلفت الشعوب الكثير من القتلى والجرحى ودمار للممتلكات العامة والخاصة وتسببت في غياب الأمن جراء قيام البعض بعمليات النهب والسلب وأدخلت البلاد في دوامة عدم الاستقرار وسوف يستمر الوضع كذلك إلى أجل غير مسمى .
الآن تعالوا لنقيم الوضع جيداً ؟ هل كان يستحق العناء؟ هل كان ضرورياً قيام ثورات ومظاهرات والخروج على الحكام لتغيير الوضع؟ هذا ما سنعرفه لا حقاً.
0 التعليقات:
إرسال تعليق